Friday, August 21, 2015

لماذا تستعصي الزبداني على النظام وحزب الله؟



بعد صمود الزبداني نحو خمسين يوما أمام حصار قوات النظام السوري وحزب الله والمليشيات الأخرى، أصبحت هذه المدينة نموذجا لتطور نوعي في قدرات فصائل المعارضة السورية وأدائها، رغم الفارق الهائل في القوة النارية.

آخر الأخبار ما أورده مراسل الجزيرة في لبنان بأن عدد قتلى حزب الله اللبناني في اشتباكات مدينة الزبداني ارتفع إلى ثمانية في الـ24 ساعة الماضية، وبذلك يكون الحزب قد تكبد منذ محاولته اقتحام مدينة الزبداني مطلع يوليو/تموز الماضي ستين قتيلا.

يضاف ذلك إلى ما قالته مجلة فورين بوليسي الأميركية إن عدد قتلى حزب الله منذ دخوله سوريا يقدر بألف قتيل، ليأتي السؤال: ما أسباب استعصاء الزبداني على قوات النظام وحزب الله طوال هذا الوقت رغم توعدها بالحسم مرارا؟


في حلقة 21/8/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" قال الكاتب الصحفي قاسم قصير إن الزبداني منطقة آهلة بالسكان، انضم إليها أناس كثيرون ممن انسحبوا إليها من القلمون، كما أن تحصيناتها أكثر من المناطق الأخرى، ولديها عدد كبير من المقاتلين.
تورط إيراني
بدوره، تحدث أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد عن التورط الإيراني المباشر في الحرب، وفي قيادته المفاوضات مع حركة أحرار الشام التي تدافع عن المدينة، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات لم تكن لوقف إطلاق النار بل لتنفيذ عملية تطهير بإفراغ المدينة من سكانها.

وأحال زياد ماجد ما يسمى "عقدة الزبداني" إلى أن قدرات المعارضة تطورت بالمقارنة مع معارك القصير ويبرود التي غزاها حزب الله سابقا، وهم (أي المعارضين) يملكون إرادة قتالية وتلعب الجغرافيا لصالحهم ضد التفوق العسكري للنظام المدعوم من إيران.

من ناحيته، قال الخبير العسكري فايز الدويري إن معظم المقاتلين من أبناء الزبداني يقاتلون عن أرضهم وعرضهم، وهم منذ ثلاث سنوات تحت الحصار استطاعوا إنشاء أنفاق تصل إلى مضايا ومناطق أخرى للتزود بالمؤن.


ولفت إلى أن هذه الأنفاق ليس شرطا أن تكون تحت الأرض بل مداخل بين البيوت يعرفها سكان المدينة، وتختفي عن أعين قوات النظام وحزب الله.
3000 برميل
وأضاف الدويري أن المدافعين عن المدينة يواجهون فصائل عديدة، من بينها فصيل أحمد جبريل والفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد وقوات النخبة من حزب الله، وهؤلاء يعتمدون سياسة الأرض المحروقة، ومن ذلك أن ثلاثة آلاف من البراميل المتفجرة سقطت على الزبداني، إضافة إلى الصواريخ الفراغية والكاتيوشا.

وحول التململ في أوساط الشيعة في لبنان بعد هذا العدد من قتلى حزب الله، قال زياد ماجد إن هذا التململ ما زال محدودا، ويحظى الحزب بشعبية واسعة، لكنه أشار إلى أن دخول الحزب المستنقع السوري لا ينتهي بمعركة، فالقلمون بعد أن دخلها الحزب عاد بعد عام ليتحدث عن تحضيره لمعركة القلمون.

وشبّه ماجد سوريا بفيتنام أمام المتورطين بها، لافتا إلى أن البيئة التي يمثلها حزب الله لا تمثل شيئا أمام بلد وشعب يتفوق بكثير في الحاضنة الشعبية التي ثارت ضد النظام، حتى لو كانت الإمكانيات محدودة.

لكن قاسم قصير -من جهته- قال إن الوضع في سوريا لم يعد بين شعب ونظام، بل الحرب هي حول من يسيطر على سوريا "هل داعش أم النصرة"؟ لافتا إلى أن حزب الله يعتبر الانتصار في معركته محددا لمستقبل المقاومة في المنطقة
.

No comments: